آمن المصريون القدماء إيمانًا عميقًا ومستمرًا بالحياة بعد الموت، وهو اعتقاد شكّل جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية وممارساتهم الدينية. لم يكن هذا الإيمان مجرد فكرة مجردة، بل كان قناعة راسخة أثرت في كيفية عيشهم وعملهم واستعدادهم للرحلة الحتمية إلى ما بعد العالم المادي. تصوروا الحياة الآخرة كعالم تلتقي فيه أرواحهم بأجسادهم لتعيش في وجود أبدي. لكن هذه الرحلة لم تكن بسيطة ولا مضمونة.
في مخيلتهم، كانت الرحلة إلى العالم الآخر مليئة بالمخاطر، تشمل طرقًا وعرة، وأحكامًا إلهية، ومواجهات مع آلهة مخيفة. اعتقدوا أن هذه الرحلة تتطلب إعدادًا دقيقًا، بالإضافة إلى الاستعانة بأدوات ورموز مقدسة لضمان المرور الآمن. ومن بين هذه الأدوات، حظي "إيوف" بمكانة فريدة ومقدسة.
لم يكن "إيوف" مجرد كائن ديني، بل رمزًا مقدسًا يحمل أهمية وقوة روحية. كان يُعتقد أنه يرشد ويحمي المتوفى خلال أهوال العالم الآخر، مما يضمن وصوله بنجاح إلى العالم الأبدي. وكان دور هذا الكائن محوريًا لدرجة أنه أصبح جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الجنائزية والنصوص والزخارف الجنائزية، مما يعكس اعتماد المصريين العميق عليه. وهكذا، يعبر "إيوف" عن النظام العقائدي المعقد والتطلعات الروحية للمصريين القدماء، مبرزًا تفانيهم الكبير لتحقيق الخلود.
عبدالمجيد الجمال, خلود. (2024). بعض الملاحظات حول ما يُسمى بـ"إيوف" في النصوص الدينية حتى نهاية الدولة الحديثة. المجلة الدولية للدراسات الفندقية و السياحية وترميم الآثار, 1(1), 74-85. doi: 10.21608/ijhtrs.2024.337774.1004
MLA
خلود عبدالمجيد الجمال. "بعض الملاحظات حول ما يُسمى بـ"إيوف" في النصوص الدينية حتى نهاية الدولة الحديثة", المجلة الدولية للدراسات الفندقية و السياحية وترميم الآثار, 1, 1, 2024, 74-85. doi: 10.21608/ijhtrs.2024.337774.1004
HARVARD
عبدالمجيد الجمال, خلود. (2024). 'بعض الملاحظات حول ما يُسمى بـ"إيوف" في النصوص الدينية حتى نهاية الدولة الحديثة', المجلة الدولية للدراسات الفندقية و السياحية وترميم الآثار, 1(1), pp. 74-85. doi: 10.21608/ijhtrs.2024.337774.1004
VANCOUVER
عبدالمجيد الجمال, خلود. بعض الملاحظات حول ما يُسمى بـ"إيوف" في النصوص الدينية حتى نهاية الدولة الحديثة. المجلة الدولية للدراسات الفندقية و السياحية وترميم الآثار, 2024; 1(1): 74-85. doi: 10.21608/ijhtrs.2024.337774.1004