إحياء تراث المشروبات في مصر خلال العصرين اليوناني والروماني سياحيًا

كانت المشروبات بكافة أنواعها من أهم العناصر التي يتناولها الإنسان على مر العصور القديمة، فقد ارتبطت بكافة نواحي الحياة الدينية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وخلال العصرين اليوناني والروماني اعتمد كلًا من المصريين واليونانيين والرومان في مصر على المشروبات بصفة أساسية إلى جوار الطعام، ليس فقط على مائدة الطعام ولكن طيلة ساعات اليوم، وكما كان لها دورًا مهمًا في الحياة اليومية فقد كانت كذلك في الحياة الجنائزية؛ حيث ارتبطت بعض المشروبات بالطقوس الجنائزية.
تنوعت المشروبات التي كانت سائدة خلال العصرين اليوناني والروماني فكان أهمها الخمور بنوعيها النبيذ والجعة، بالإضافة إلى الألبان، والعصائر المُستخلص بعضها من الفاكهة والتي كان يتم تناولها طازجة أو مُخمرة.
ونظرًا لأهمية الأطعمة والمشروبات قديمًا وحديثًا؛ فقد تم إدراجها كأحد أهم أنواع التراث في عصرنا الحالي وهو تراث المأكولات والمشروبات، والتي تعمل العديد من المؤسسات السياحية حاليًا على إحياء ذلك النوع من التراث؛ مما سيساهم في انتعاش السياحة على الصعيدين الدولي والمحلي ، ومن الجدير بالذكر وجود العديد من التجارب السياحية العالمية التي استخدمت سياحة الطعام والشراب كشكل من أشكال التميز للوجهة السياحية، وتمثل ذلك كأحد أبرز أوجه اقتصاديات الإنفاق على الأغذية والمشروبات في قطاع السياحة لديها، وهو ما سيتم توضيحه من خلال هذا البحث.
يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على المشروبات المختلفة التي كانت سائدة في مصر خلال العصرين اليوناني والروماني، من خمور وألبان وعصائر بعضها مُستخلص من الفاكهة، مع التدليل ببعض المناظر والجداريات الأثرية، بالإضافة إلى إبراز اقتصاديات الإنفاق على الأغذية والمشروبات، وكيف يمكن عمل علامة تجارية للمنتج المصري، علاوة على تقديم بعض التوصيات من أجل إحياء تلك المشروبات من الناحية التراثية والسياحية.